تفجرت ينابيع العلوم الإدارية من رحم الفلسفة، وحاول الرواد الأوائل تحويلها إلى أدوات صلبة للإنتاج، ولكنها عادت إلى رحم الفكر الإنساني عبر نظريات العلوم الاجتماعية والنفسية، لتتبلور بها عدة مبادئ إدارية عادت إلى أساس العقل، وهي تلك التي تنطلق من العامل بصفته عقلا مفكرا وإنسانا مبدعا له قيم ومتطلبات وحقوق.
ومع ذلك فلم يصل الفكر الإداري حتى الآن إلى مرحل النضج التام في المسؤولية الاجتماعية للمجتمع الصناعي، غير أن الحراك الحيوي للقيم الإنسانية في عالم الإدارة، لا زال يعد بالكثير، ومن هذا المنطلق جئنا بمبادئ الإدارة الذكية.
إنها قيم للإدارة الجديدة، تتجاوز الأساليب التقليدية وتعكس طبيعة التفوق الاستثنائي للمنظمات الرائدة في العمل الإداري وتعبر عن تطلعاتنا للمستقبل، وذلك بمزج أرقى القيم الإدارية السائدة في خمسة عشر مبدأ إبداعي.
تبدأ من الموظف المفكر بصفته القائد أو العامل الذي يعلي من شأن الأفكار قبل العمل، ويرى الأفعال أهم من الأقوال، ونصل بها إلى التكثير بصفته أرقى الغايات في تعظيم الإنجازات القائمة على إبداع الجهود، وعن طريق محور التفكير النظمي القائم على أن الكل في النظام جزء لا يتجزأ.
كما يعبر هذا الكتاب عن خلاصة تطور الفكر الإداري وتطلعاته للمستقبل الإنساني الخلاق، مستهدفا المدراء والقادة في مجتمعنا السعودي والعربي لإلهامهم بإبداع الواقع من خلال الاستعانة بالوسائل اللا تقليدية في الإدارة، والتي تخدمنا في تحقيق الإنجازات الاستثنائية الخارقة.