قارئ «الأرواح المهاجرة» للقاص سعود آل سمرة يلحظ بروز تفاصيل حياة الصحراء والبيئة القروية ببرها ومدرها وسفوحها ومشرافها وآكامها وجريدها، بالإضافة لارتباطه بالمكان المتمثل في ثنائية القرية/ المدينة، الصحراء/ البحر، الأرض/ السماء، وبين هذه الفضاءات الرحبة تتحرك ريشة القاص لتطوير أدواته الفنية من أجل خلق لوحة فنية إبداعية، كما لعب المعجم اللغوي للون الأسود وأيقوناته (سديم/ ليل/ مساء/ حالك/ ظلمة/ دخان/ سحب/ داكنة/ مشؤوم/ حجب/ موحش/ وحل/ عتمة) دورًا بارزًا في إنتاج المعنى وإضفاء البعد المأساوي من قسوة وضياع وغربة ومعاناة، كما نجد القاص آل سمرة يتناص في مجموعته القصصية مع التراث الشعبي كقوله: (حدّ محمد يذكر ماجا منكر) بالإضافة لتطويع معجمه اللغوي مابين الفصحى والعامية خصوصًا في اللغة الحوارية لخدمة النص السردي.