أن تصل للقمة يعني أن تخوض ألف معركة تكون فيها أنت القائد والمدافع والمراوغ، أن تصنع لنفسك مستقبلاً مشرقاً يعني أن تلتفت حولك وتستثمر طاقاتك في مختلف الاتجاهات وتصارع من أجل الإنجاز والحفاظ على التقدم والنجاح. أن تكون عالما معروفا أو وجيها اجتماعيا أو كاتبا مرموقا أو مهندسا محترفا أو طبيبا لماحا أو معلما منجزا يعني أن تخلص في عملك وتوجه أهدافك نحو المهام المطلوبة بتوكل دون اتكال وتصمم على أن تنجز دورك رغم كل الصعاب التي تعتريك أو قد تقف في طريقك. تلك هي الوصفة الذهبية لضمان الفاعلية الإيجابية في أي مجال كان، فلا يمكن أن تكون موهوبا أو متميزا وأنت تقف في مكانك ولا تبرح موضعك ولا تبحث عن فرص لتثبت ذاتك وقدراتك، في المقابل لا يمكن أن تأتيك الفرصة على طبق من ذهب وبجانبها خارطة طريق توجهك وتأمرك بما تفعل وما لا تفعل، فالفرصة لا تأتي لأصحابها بل تلوح في الأفق لتغازل أعين المتطلعين والطموحين من بني البشر لتصبح فريسة صعبة المنال إلا لمن أرادها بكل عزم وجهد ونضال. انطلاقا مما سبق ومن بين تلك السطور تأتي مجموعة من المقالات في مختلف الموضوعات والمناقشات الفكرية الاجتماعية والثقافية برؤية نفسية توضيحية؛ والتي نشرت في صحيفة الندوة السعودية من خلال العمود الأسبوعي (نلتقي لنرتقي)؛ كما تم نشر بعضا منها في مجموعة من الصحف و المواقع الإلكترونية على مدار أربع أعوام متتالية؛ نجمعها اليوم لأضعها بين أيديكم في أول إصدار أدبي يحمل أسم ذات العمود. نتمنى أن ينال إعجابكم، ونرحب بمقترحاتكم وتعليقاتكم التي تثرينا وتضيف لنا كل قيم ومفيد.